هُوَ السُّلطانُ العَليمُ الحَكيمُ
هذه ورقة الفردوس تغنّی علی أفنان سدرة البقاء بألحان قدسٍ مليحٍ و تبشّر المخلصين
الی جوار اللّه و الموحّدين الی ساحة قربٍ كريم و تخبر المنقطعين بهذا النّبأ الّذی
فصّل من نبأ اللّه الملك العزيز الفريد و تهدی المحبّين الی مقعد القدس ثمّ الی هذا
المنظر المنير * قل انّ هذا لمنظر الاكبر الّذی سطر في الواح المرسلين و به يُفصل
الحقّ عن الباطل و يُفرق كلّ امر حكيم * قل انّه لشجر الرّوح الّذی اثمر بفواكه
اللّه العليّ المقتدر العظيم *
أن يا احمد فاشهد بأنّه هو اللّه لا إله إلّا هو السّلطان المهيمن العزيز القدير و
الّذی ارسله باسم عليّ هو حقّ من عند اللّه و انّا كلّ بأمره لمن العاملين* قل يا
قوم فاتّبعوا حدود اللّه الّتی فرضت فی البيان من لدن عزيز حكيم* قل انّه لسلطان
الرّسل و كتابه لأمّ الكتاب ان أنتم من العارفين * كذلك يذكركم الورقاء فی هذا
السّجن و ما عليه الّا البلاغ المبين * فمن شاء فليعرض عن هذا النّصح و من شاء
فليتّخذ الی ربّه سبيلا * قل يا قوم ان تكفروا بهذه الآيات فبأيّ حجّة آمنتم باللّه
من قبل هاتوا بها يا ملأ الكاذبين * لا فو الّذي نفسی بيده لن يقدروا و لن يستطيعوا
و لو يكون بعضهم لبعض ظهيرا * أن يا احمد لا تنس فضلی في غيبتي ثمّ ذكر ايّامی في
ايّامك ثمّ كربتی و غربتي في هذا السّجن البعيد و كن مستقيماً في حبّي بحيث لن
يحوّل قلبك و لو تضرب بسيوف الأعداء و يمنعك كلّ من في السّموات و الارضين و كن
كشعلة النّار لاعدائی و كوثر البقاء لاحبّائي و لا تكن من الممترين * و ان يمسّك
الحزن فی سبيلی او الذّلّة لأجل اسمی لا تضطرب فتوكل علی اللّه ربّك و ربّ آبائك
الأوّلين* لأنّ النّاس يمشون فی سبل الوهم و ليس لهم من بصر ليعرفوا اللّه بعيونهم
او يسمعوا نغماته بآذانهم و كذلك اشهدناهم ان أنت من الشّاهدين * كذلك حالت الظّنون
بينهم و قلوبهم و تمنعهم عن سبل اللّه العليّ العظيم * و انّك أنت ايقن في ذاتك
بأنّ الّذي اعرض عن هذا الجمال فقد اعرض عن الرّسل من قبل ثّم استكبر علی اللّه في
ازل الآزال الی ابد الآبدين * فاحفظ يا احمد هذا اللّوح ثمّ اقرأه في ايّامك و لا
تكن من الصّابرين * فانّ اللّه قد قدّر لقارئه اجر مأة شهيد ثمّ عبادة الثّقلين*
كذلك مننّا عليك بفضل من عندنا و رحمة من لدنّا لتكون من الشّاكرين* فو اللّه من
كان فی شدّة او حزن و يقرأ هذا اللّوح بصدق مبين يرفع اللّه حزنه و يكشف ضرّه و
يفرّج كربه و انّه لهو الرّحمن الرّحيم و الحمد للّه ربّ العالمين * ثمّ ذكر من
لدنّا كلّ من سكن في مدينة اللّه الملك العزيز الجميل من الّذين هم آمنوا باللّه و
بالّذي يبعثه اللّه في يوم القيمة و كانوا علی مناهج الحقّ لمن السّالكين
حضرت بهاءالله : ادعيه حضرت محبوب صفحات 193 الی 199