انّ اوّل ما کتب اللّه علی العباد عرفان مشرق وحيه و مطلع امره الّذی کان مقام
نفسه فی عالم الأمر و الخلق مَن فاز به قد فاز بکلّ الخير و الّذی منع انّه من
اهل الضّلال و لو يأتی بکلّ الاعمال اذا فزتم بهذا المقام الأسنی و الأفق
الأعلی ينبغی لکلّ نفس ان يتّبع ما امُر به من لدی المقصود لانّهما معاً لا
يقبل احدهما دون الآخر هذا ما حکم به مطلع الالهام انّ الّذين اوتوا بصائر من
اللّه يرون حدود اللّه السّبب الأعظم لنظم العالم و حفظ الاُمم و الّذی غفل
انّه من همج رعاع انّا امرناکم بکسر حدودات النّفس و الهوی لا ما رقم من القلم
الأعلی انّه لروح الحيوان لمن فی الامکان قد ماجت بحور الحکمة و البيان بما
هاجت نسمة الرّحمن اغتنموا يا اولی الالباب انّ الّذين نکثوا عهد اللّه فی
اوامره و نکصوا علی اعقابهم اولئک من اهل الضّلال لدی الغنيّ المتعال يا ملأ
الارض اعلموا انّ اوامری سُرُج عنايتی بين عبادی و مفاتيح رحمتی لبريّتی کذلک
نزّل الأمر من سمآء مشيّة ربّکم مالک الاديان لو يجد احد حلاوة البيان الّذی
ظهر من فم مشيّة الرّحمن لينفق ما عنده و لو يکون خزائن الارض کلّها ليثبت
امراً من اوامره المشرقة من افق العناية و الالطاف قل من حدودی يمرّ عرف قميصی
و بها تنصب اعلام النّصر علی القنن و الاتلال قد تکلّم لسان قدرتی فی جبروت
عظمتی مخاطباً لبريّتی ان اعملوا حدودی حبّاً لجمالی طوبی لحبيب وجد عرف
المحبوب من هذه الکلمة الّتی فاحت منها نفحات الفضل علی شأن لا توصف بالاذکار
لعمری من شرب رحيق الانصاف من ايادی الألطاف انّه يطوف حول اوامری المشرقة من
افق الأبداع لا تحسبنّ انّا نزّلنا لکم الاحکام بل فتحنا ختم الرّحيق المختوم
باصابع القدرة و الاقتدار يشهد بذلک ما نزّل من قلم الوحی تفکّروا يا اُولی
الافکار ...
اذا اشرقت من افق البيان شمس الأحکام لکلّ ان يتّبعوها و لو بامر تنفطر عنه
سموات افئدة الاديان انّه يفعل ما يشاء و لايسئل عمّا شاء و ما حکم به المَحبوب
انّه لمحبوب و مالک الاختراع انّ الّذی وجد عرف الرّحمن و عرف مطلع هذا البيان
انّه يستقبل بعينيه السّهام لاثبات الاحکام بين الانام طوبی لمن اقبل و فاز
بفصل الخطاب ...
حضرت بهاءالله : منتخباتى از آثار حضرت بهاءالله ص214
با دوستان خود به اشتراک بگذارید